| 0 التعليقات ]


كم ظالمة هي الدنيا ، مليئة بالمغريات والنزوات والشهوات ، تجرك إلى جمالها ومفاتنها ، تأسرك بمناظرها ومباهرها ، لكنك لا تلبث أن تدرك أن كل مابها ماهو إلا حقيقة زائفة تمد الإنسان بمتعة لحظية لا توفر له لا طمأنينة ولا سكينة ، تجعله يجري كالمجنون وراء مزيد من مغرياتها دون اكتفاء ، مع أنه يوقن كل اليقين أن مظاهرها كاذبة خادعة ، لا أدري أألوم
الدنيا أم ألوم الإنسان الذي الذي يرى الخطأ ولا كنه يصر على مراودته ، يوقن بأنه يخدع لكن يسر بذلك ،
عجيب هو ابن آدم الذي أمده الله بعقل يميز به بين الصواب والخطأ لكنه يتصرف في معظم الأحيان بطريقة لا يتصرف بها حتى الحيوان .
أهو الغرور أم حب الشعور بالحرية المطلقة ، أنصف هذا بالغباء أم نصفه بالتحرر ، سموه ماشئتم واختلفوا عليه كيفما أردتم لكنني أود أن أبين لكم حقيقة لم يختلف عليها اثنان أبدا : أن من سلك طريق النزوات وانجر بمفاتن الدنيا لم يصل أبدا إلى حد الإرضاء والإكتفاء بما قد تحصل عليه ، وأيضا أنه لم يقدم شيئا للعالم حتى ولو بمقدار بسيط مقارنة بما أخذه منه .

أعتقد أن هذا الاختلاف وهذه الحقيقة كافية لتكشف الستار عن خطورة الدنيا وتبين لنا بأن طريق العظماء لم تكن أبدا مفروشة بالورود وأن الأمور لا تكون دوما مثلما تبدو لنا ...

تحياتي
محمد المغي

0 التعليقات

إرسال تعليق