لحظات خالدة

مرت أمامي في لحظات بدت وكأنها لمحات من النعيم ، هبت الريح فأتت بنسمات من عطرها كانت أشد وقعا علي من الخمور العتيقة . كنت أتمنى أن تلتفت ولو للحظة لتحول فناءي خلودا ، و جحيم حياتي نعيما ، وظلام دنياي نورا . التفتت وبريق عينيها المكحلتين بالسواد أذهب عقلي فما صرت أدري أبحقيقة أنا أم خيال .

تلك الابتسامة التي أضاءت مشرق الدنيا قبل مغربها ، التي صيرت أشقى أهل الأرض أنعمهم ، وأتعس رجل على هذه الدنيا أكثرهم سعادة . وجهها الذي يصيح للشمس أن تغرب لكي يضئء القلوب قبل البيوت وينور العقول والألباب .


نسمة من عطرها ونظرة من عينيها وابتسامة من ثغرها كانت لي بمثابة النعيم والسكون والاطمئنان ، استمرت لفينات لكنها تركت أثرا لا تتركه إلا السنين الطويلة ، مرت ولم تترك لي إلا الآهات على أمل أن تعود .

وعلى أمل العودة أعيش ...


محمد المغي