| 0 التعليقات ]

الصلاة أحد أركان الإسلام ، وعمود الدين ، والحد بين الإسلام والكفر ، لا ينكر أحد أهميتها وعظمها و دورها البارز في إذكاء الصلة بين العبد وربه وتنوير الإنسان من الناحية النفسية والروحانية .
اعتدت أنا على الذهاب إلى المسجد خمس مرات في اليوم لأؤدي فريضة الصلاة واستشعر روحانيتها في بيت من بيوت الله ، عشت أثرها على حياة الفرد وأحسست بأثرها على حياة المجتمع ، بالرغم من ذلك لا أنكر أني ذهبت إلى المسجد كثيرا لأن أهلي طلبوا مني ذلك ولا
أنكر أنني استيقظت لصلاة الفجر لأن والدتي عكفت على إيقاظي حتى استيقظ ، أحسست في كثير من الأوقات أن ماأؤديه من عبادة أضحى كالعادة وأن حالي أصبح كحال الأولين ( إنا وجدنا آباءنا لها عابدين ) .

عندما بدأت أرى نفسي قد وصلت لهذه المرحلة أدركت خطورة المسألة وأهميتها الشديدة اللتي تحكي ظاهرة في مجتمعاتنا ، أن الكثيرين لا يعيشون روحانية العبادة ، ولا يعوون الحكمة من تشريعها ، ولا يسيرون حياتهم وفقا للمبادئ الربانية اللتي شرعت لنا ، ولذلك يقع كثير من الشباب المهاجرين الى الدول الأجنبية فريسة للانفتاح والانحلال الأخلاقي والثقافي .
أنا اليوم أعيش في مجتمع خارج حدود ماعهدته من ثقافة وعادات ، مجتمع قائم على المادة ، ساع للانفتاح ، ينحل يوما بعد يوم عن ثقافته الإسلامية اللتي نهض بها . في مجتمع كهذا يشعر الإنسان بالغربة أضعاف مايشعر بها الآخرون ، يشعر الإنسان بخوف على هويته من أن تضيع وسط العولمة والتسارع المطرد نحو الانفتاح ، يشعر الإنسان في كثير من الأحيان بتضارب للأفكار وصراع للثقافات يعكر صفوه ، ويهدده بضياع هويته .
كل هذه الأشياء دفعتني لأجد حلا سريعا لأحمي ديني ونفسي وفكري من أن يتلوث وأن يزول أمام هذه المخاطر . سعيت لأتمسك بفرائضي وعملت على زيادة يقيني فيها وتطوير قدرتي على استشعار روحانيتها وعكس أثرها على حياتي العملية . ترددت إلى المساجد اللتي نادرا ما تكتظ بالمصلين ، شعرت بأنني أنتمي إلى هنا وأن المسجد هو بيتي الأول ، كنت أواجه المشاكل و الصعوبات فأهرع إلى الصلاة لأنعم بالهدوء والطمأنينة وأحظى بنقاء ذهني يمكنني من التعامل مع أي شيء . كانت الصلاة بمثابة ملجأ لي أستعيد فيه قوتي ، وأثبت به نفسي ، وأسعى منه أن أكون إنسانا أفضل في حياتي .
رأيت كثيرا ممن اعتدت أن أذهب معهم إلى المسجد في سنتنا الأولى يذهبون اليوم إلى المراقص ويجالسون النساء ويعاقرون الخمر وأضحوا يتنكرون لكل ماكانوا يؤمنون به من قبل ، أحزنني حالهم وعندها تذكرت نصيحة أسداها لي صديق قبل أن أسافر حيث قال لي : ( الصلاة ثم الصلاة ثم الصلاة ) ، لا أنكركم أنني استغربت نصيحته في ذلك الوقت حيث كنت أقول لنفسي : ( إيش الحين خلاص باروح أدرس في الخارج يعني بابطل الصلاة وبكفر ولا إيش ) ، لكنني اليوم أقول له صدقت ثم صدقت ثم صدقت .

الحمد لله على توفـيقـه وتـثبـيـته
أخوكم
محمد المغي

0 التعليقات

إرسال تعليق