الصلاة أحد أركان الإسلام ، وعمود الدين ، والحد بين الإسلام والكفر ، لا ينكر أحد أهميتها وعظمها و دورها البارز في إذكاء الصلة بين العبد وربه وتنوير الإنسان من الناحية النفسية والروحانية .اعتدت أنا على الذهاب إلى المسجد خمس مرات في اليوم لأؤدي فريضة الصلاة واستشعر روحانيتها في بيت من بيوت الله ، عشت أثرها على حياة الفرد وأحسست بأثرها على حياة المجتمع ، بالرغم من ذلك لا أنكر أني ذهبت إلى المسجد كثيرا لأن أهلي طلبوا مني ذلك ولا
أنكر أنني استيقظت لصلاة الفجر لأن والدتي عكفت على إيقاظي حتى استيقظ ، أحسست في كثير من الأوقات أن ماأؤديه من عبادة أضحى كالعادة وأن حالي أصبح كحال الأولين ( إنا وجدنا آباءنا لها عابدين ) .عندما بدأت أرى نفسي قد وصلت لهذه المرحلة أدركت خطورة المسألة وأهميتها الشديدة اللتي تحكي ظاهرة في مجتمعاتنا ، أن الكثيرين لا يعيشون روحانية العبادة ، ولا يعوون الحكمة من تشريعها ، ولا يسيرون حياتهم وفقا للمبادئ الربانية اللتي شرعت لنا ، ولذلك يقع كثير من الشباب المهاجرين الى الدول الأجنبية فريسة للانفتاح والانحلال الأخلاقي والثقافي .
أنا اليوم أعيش في مجتمع خارج حدود ماعهدته من ثقافة وعادات ، مجتمع قائم على المادة ، ساع للانفتاح ، ينحل يوما بعد يوم عن ثقافته الإسلامية اللتي نهض بها . في مجتمع كهذا يشعر الإنسان بالغربة أضعاف مايشعر بها الآخرون ، يشعر الإنسان بخوف على هويته من أن تضيع وسط العولمة والتسارع المطرد نحو الانفتاح ، يشعر الإنسان في كثير من الأحيان بتضارب للأفكار وصراع للثقافات يعكر صفوه ، ويهدده بضياع هويته .
كل هذه الأشياء دفعتني لأجد حلا سريعا لأحمي ديني ونفسي وفكري من أن يتلوث وأن يزول أمام هذه المخاطر . سعيت لأتمسك بفرائضي وعملت على زيادة يقيني فيها وتطوير قدرتي على استشعار روحانيتها وعكس أثرها على حياتي العملية . ترددت إلى المساجد اللتي نادرا ما تكتظ بالمصلين ، شعرت بأنني أنتمي إلى هنا وأن المسجد هو بيتي الأول ، كنت أواجه المشاكل و الصعوبات فأهرع إلى الصلاة لأنعم بالهدوء والطمأنينة وأحظى بنقاء ذهني يمكنني من التعامل مع أي شيء . كانت الصلاة بمثابة ملجأ لي أستعيد فيه قوتي ، وأثبت به نفسي ، وأسعى منه أن أكون إنسانا أفضل في حياتي .
رأيت كثيرا ممن اعتدت أن أذهب معهم إلى المسجد في سنتنا الأولى يذهبون اليوم إلى المراقص ويجالسون النساء ويعاقرون الخمر وأضحوا يتنكرون لكل ماكانوا يؤمنون به من قبل ، أحزنني حالهم وعندها تذكرت نصيحة أسداها لي صديق قبل أن أسافر حيث قال لي : ( الصلاة ثم الصلاة ثم الصلاة ) ، لا أنكركم أنني استغربت نصيحته في ذلك الوقت حيث كنت أقول لنفسي : ( إيش الحين خلاص باروح أدرس في الخارج يعني بابطل الصلاة وبكفر ولا إيش ) ، لكنني اليوم أقول له صدقت ثم صدقت ثم صدقت .
الحمد لله على توفـيقـه وتـثبـيـته
أخوكم
محمد المغي
محمد المغي




0 التعليقات
إرسال تعليق