| 0 التعليقات ]


قبل عدة أيام شاهدت تسجيلا في اليوتيوب للرئيس التنفيذي لشركة آبل كبرى شركات برمجة وتصنيع الحواسيب في العالم ، ستيف جوبز كان يتحدث أمام خريجي جامعة ستانفورد الأمريكية ، يحدثهم عن قصته ، قصة رجل عصامي ، حياته عرفت كثيرا من المواقف الصعبة لكن رغم ذلك لم يعرف اليأس أبدا .
ولد ستيف جوبز في عام 1955 م ، وهبه أبواه الحقيقيان للتبني فلم يتربى في كنف والديه الحقيقين أبدا ، كان مولعا منذ صغره بالتكنولوجيا والإلكترونيات ، فكان أول ابتكاراته وهو في مرحلة الثانوية عبارة عن شريحة الكترونية . تخرج جوبز من الثانوية والتحق بجامعة ريد في ولاية بورتلاند لكـنه لم يحـقق النجـاح فيها فرسب في عامه الأول وقرر ترك الدراسة . كان ستيف يظن أن مستقبله انتهى 



وأنه لا يوجد لديه أي هدف في الحياة . واجه ستيف في تلك المرحلة صعوبات جمة حيث لم يكن لديه مكان يأوي إليه ، كان يجمع زجاجات الكوكاكولا الفارغة مقابل 5 سنتات ليشتري بها طعاما ، وكان يسير 7 أميال كل ليلة أحد لكي يذهب إلى معبد هندوسي يوزع الوجبات المجانية . رغم كل تلك الصعوبات لم يقف جوبز ساكنا فعمل على تنمية مهاراته في المجال الذي يعشقه والتحق بشركة لتصميم الألعاب الالكترونية . استمر جوبز إبداعه في مجال التكنوبوجيا والالكترونيات فقرر هو وزميل له تكوين شركة للالكترونيات وكان مقرها جراج منزل والده . هذه الشركة التي ابتدأها ستيف في جراج عندما كان يبلغ 20 عاما أصبحت بعد 10 سنوات من العمل الجاد والصادق شركة رأسمالها 2 مليار دولار ويعمل بها 4000 موظف . في تلك الفترة أنتج ستيف أول منتج لشركة آبل حاسب ماكنتوش . عين ستيف رجلا يدعى جون سكالي ليساعده في قيادة الشركة ، مضت أول سنة لهما على مايرام لكن بعدها بدأت آرائهما تختلف حول مستقبل شركة آبل ، وهذا الاختلاف حتم على أحد منهما أن يرحل . اختار مجلس إدارة الشركة أن ينحاز إلى صف جون سكالي وطرد ستيف من الشركة التي بناها وأسسها من الصفر . عدة شهور مضت لم يدري فيها ستيف ماذا يفعل ، ظن أنه فشل وأن حياته تدمرت ، لكنه مع ذلك لم ييأس وبدأ يبحث مرة أخرى عن طريق آخر يعود به إلى القمة . أسس ستيف شركة نكست للحواسيب ومن ثم أسس شركة أخرى أسماها بيكسار ، استطاع ستيف من خلال شركته بيكسار أن يبدع أول فيلم رسوم متحركة تم تصميمه وإنتاجه بواسطة الكومبيوتر فقط فيلم " قصة لعبة " ، حاز هذا الفيلم على جائزة الأوسكار ، وأصبحت شركة بيكسار أنجح وأفضل استوديو تصميم رسوم متحركة في العالم . بعد مدة من الزمن قررت آبل أن تشتري شركة نكست بعد نجاحاتها الباهرة في الأسواق . وهكذا عاد ستيف جوبز مرة أخرى إلى شركة آبل الشركة التي أسسها والتي طرد منها . بدأت شركة آبل تحقق نجاحات باهرة تحت قيادة ستيف ، واليوم تعد شركة آبل رائدة شركة الحواسيب في العالم وتعد شركة بيكسار رائدة إنتاج أفلام الأنيميشن في العالم ، وأضحى ستيف مليارديرا من أغنى أغنياء العالم .

يرى ستيف جوبز أن كل فشل مر به في حياته كان تمهيدا لنجاح أكبر يحققه ، فلو لم يترك الجامعة ماكان ليلتحق بدروس فنون الخط في شبابه والتي مهدته بعد 10 سنوات لتصميم نظام يستطيع عرض الخطوط بشكل جميل وراقي ومتناسق ، نظام يتواجد في كل الحواسيب الشخصية في العالم ، ولو أنه لم يطرد من شركة آبل لما كون أنجح شركة للتصميم السينمائي في العالم . يصف ستيف كل هذا كالعلاج مرير الطعم الذي يتجرعه المريض ليغدو أفضل حالا .

يقول ستيف جوبز : السبيل الوحيد للعمل العظيم هو أن تحب ماتعمله .

كتابة : محمد المغي

0 التعليقات

إرسال تعليق