| 0 التعليقات ]


استيقظت الساعة السابعة صباحا مثل كل يوم ، أشعة الشمس اللتي بدأت تلوح في الأفق أعطتني دفعة من النشاط لأنهض من فراشي وأبدأ يومي كالمعتاد ، من المثير للملل في حياة طالب الطب أن حياته روتينية ومليئة دوما ، عليه الاستيقاظ باكرا للذهاب الى الجامعة ثم العودة مساء ليبدأ مرحلة أخرى من تصفح للكتب والمراجع وسبر أغوارها . نعم روتينية مملة دوما ، مليئة ومكتظة هي أيام طالب الطب الذي نادرا مايحظى بلحظات من الهدوء والسكينة .

" كل شيء مهم أو قد تكون له أهمية في المستقبل " جملة كثيرا ماتتردد على مسامعي ، وعلى إثرها على دارس الطب أن يدرس كل شيء وان ينسى أن يغض طرفه عن أي شيء ، قد يظن البعض أني أبالغ ، لكن عندما تكون هذه المعلومة اللتي تبدو غير مهمة في هذه اللحظة سر إنقاذ حياة إنسان مستقبلا فلا يمكنني أن أتجاهلها وهذا هو سر الطبيب الناجح اللذي يكون ملما بأدق التفاصيل وفي سعي دائم للمزيد .
نعم روتينية هي حياة طالب الطب ملئية بالمشاغل والأعمال ، طويلة مملة تشيب لها رؤوس الولدان لكن كل هذا الألم والتعب يزول عندما يؤمن الطالب بالغاية السامية لمهنة الطب اللتي تمكن مزاولها من تقديم يد العون لمحتاجها ، ويكفيك الشعور بالرضا لأنك قد أرحت مريضا من ألمه العضال أو أسهمت في إنقاذ مريض من براثن الموت .
أنا كطالب للطب أؤمن بأهمية مهنتي واشعر بقدر المسؤولية اللتي تقع على عاتقي وماهو أشد وأكبر من أن يؤتمن الإنسان على أرواح الناس الآخرين .
رسالة مني لكل من يسير في هذا الدرب الطويل أن يراعي عظم هذه المهنة وأن يسعى لإجادتها بقدر مايستطيع وأن ينظر إليها كمهنة سامية يفيد بها البشرية لا كمهنة مدرة للأموال والأرباح وأن يستشعر قول الله عز وجل : ( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) .

تحياتي
محمد المغي

0 التعليقات

إرسال تعليق